تمضي الأيام على عجل من أمرها...
مهرولة باتجاه شيء نجهله...
تمضي لتمضي معها سنين العمر...
نتوقف لبرهة لنسترجع أنفاس الزمن المهرول...
وفجأة نلمح الأشياء التي صادرها هذا الزمن منا بالرغم من بساطتها...
دون أن يعطينا عنها بديلا أو تعويض...
بتهمة نضج العمر ومغادرة برعمه...
ففي برعم العمر ...
كان لنا الحق في البكاء بصوت عال إن واجهنا ما يزعج...
كان لنا الحق في الضحك إن أردنا دون أن نحسب لذلك ألف حساب...
كان لنا الحق في الركض و اللعب و الصراخ دون أن نلتفت يمينا أو يسارا...
كان لنا الحق في قول ما نحسه دون كثرة حسابات...
كان لنا الحق أن نخطئ ونصيب... أن نسقط ونقف...
كان لنا الحق في أشياء كثيرة...
لكن العمر صادر كل هذا...
في محاولة لتمرد على هذه المصادرة و الرجوع لبرعم العمر ولو لبرهة...
وضعت وثيقة المصادرة في درج النسيان وتوجهت لمدينة الملاهي...
فهي المكان الأنسب – من المفروض- علي أسترد بعضا من ما كان لي...
أول ما فكرت فيه عند الوصول هو ركوب القطار السريع...
فلي رغبة في الصراخ و الصراخ و الصراخ...
حتي يتعب الصراخ من الصراخ...
ويتبخر كل غيض و حزن بالقلب...
وقد تحقق ذلك فعلا بمجرد أن اشتغل محرك القطار...
هي صرخات خوف و أمل و تحد وحزن وغضب وسعادة...
كل الأحاسيس اجتمعت فيها بحلوها ومرها...
أحاسيس أرجعت بعضا من ما كان في برعم العمر...
ولكن أن تتخيلن البقية...