«•• تأدّب مع والديك ••»
مما ذكره الله جل وعلا عن نبيه إبراهيم - - دعوته لأبيه :
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً{41} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ
وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ }
لم يقل لأبيه يا جاهل , وإنما قال : {قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً
{43} يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً{44}
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}
كلها يتأدب مع أب كان عاكفًا على الأوثان , ليكون هديًا لنا بعده كيف يدعو الإنسان أباه ,
ولا ريب أنه مهما بلغت خطيئة أبيك فهو أبوك , وهو في الإسلام لم يأتِ ما يخرجه من الملة ,
فإذا تأدب الخليل عليه السلام مع رفيع قدره مع أبيه على حال أبيه ,
عابد وثن وعاكف صنم , فكيف ينبغي أن تكون حال مخاطبتنا لآبائنا وأمهاتنا ؟!!
ولا يغرنك مدح الناس لك بأنك على خير , أو إمام مسجد , أو ما إلى ذلك من المناقب
التي تشرئب إليها الأعناق , فالوالد والد , والوالدة والدة , والخطاب معهما ليس أبدًا
كالخطاب مع غيرهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا
كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} .